توفي الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر عن عمر يناهز 100 عام في مسقط رأسه بولاية جورجيا، محاطًا بأسرته. وبذلك يودع العالم أحد أبرز الشخصيات التي تركت بصمة عميقة في تاريخ السياسة الأمريكية والعالمية.
بدأت مسيرة كارتر السياسية في ظل ظروف صعبة، حيث قدم نفسه كأمل جديد للولايات المتحدة بعد فضيحة “ووترغيت” التي هزت الثقة في السياسة الأمريكية. تعهد كارتر في حملته الانتخابية بإعادة الأخلاق والمصداقية إلى البيت الأبيض، وهو ما جعله يفوز بالرئاسة في عام 1976.
رغم التحديات التي واجهها في فترة حكمه من 1977 إلى 1981، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية وأزمة الرهائن في إيران، لا يزال إرثه يسجل كرمز للسلام والعدالة. فقد نجح كارتر في التوسط في اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وكان له دور بارز في دعم حقوق الإنسان في السياسة الخارجية الأمريكية.
وبعد انتهاء فترته الرئاسية، كان كارتر دائم الحضور على الساحة السياسية والإنسانية، حيث استمر في جهوده الخيرية والنضال من أجل حقوق الإنسان. ومن خلال مركز كارتر، الذي أسسه في أتلانتا، عمل على محاربة الفقر والأمراض وتعزيز الديمقراطية في مناطق عديدة من العالم.
في عام 2002، نال جيمي كارتر جائزة نوبل للسلام تكريمًا لإسهاماته في مجال تعزيز حقوق الإنسان والسلام العالمي. وواصل تأثيره حتى بعد بلوغه سن الشيخوخة، حيث كانت مواقفه النقدية من السياسة الأمريكية تثير الجدل، وخاصة فيما يتعلق بسياسات الرؤساء الذين خلفوه.
في الختام، يظل جيمي كارتر نموذجًا للرئيس الذي لم يتوقف عن السعي لتحسين العالم، حتى بعد مغادرته البيت الأبيض. إرثه سيبقى حافزًا للأجيال القادمة في مجال الدبلوماسية، حقوق الإنسان والعمل الخيري.