بعد تصريح بايدن.. ما لا تعرفه عن صواريخ «أتاكمز» التي تهدد العالم بحرب عالمية
بعد أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ ‘أتاكمز’ (ATACMS) في عمق الأراضي الروسية، تصاعدت المخاوف العالمية من تداعيات هذه الخطوة على مسار الحرب الروسية الأوكرانية، وربما على الساحة الدولية ككل. فهل يمكن لهذه الصواريخ أن تؤدي إلى تصعيد خطير يهدد باندلاع حرب عالمية؟
ما هي صواريخ “أتاكمز”؟
صواريخ ‘أتاكمز’ هي صواريخ باليستية طويلة المدى من طراز ‘موسكو-إطلاق متعددة’، التي طورتها الولايات المتحدة في أواخر الثمانينات. هذه الصواريخ، التي تحمل رأسًا حربيًا تقليديًا أو نوويًا، تتميز بقدرتها على ضرب أهداف استراتيجية على مسافات طويلة، تصل إلى 300 كيلومتر. ويتم إطلاقها من منصات متحركة على الأرض، مما يمنحها قدرة عالية على التنقل والمرونة في أرض المعركة.
هل تغير “أتاكمز” مجرى الحرب؟
قرار بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام هذه الصواريخ في حربها ضد روسيا يثير تساؤلات عدة حول تأثيرها الفعلي في تغيير مسار الحرب. بحسب الخبراء العسكريين، تتيح صواريخ ‘أتاكمز’ لأوكرانيا استهداف منشآت عسكرية روسية بعيدًا عن خط الجبهة، وهو ما قد يسبب أضرارًا كبيرة للمعدات العسكرية الروسية المنتشرة في مناطق بعيدة عن مناطق القتال المباشرة.
وعلى الرغم من قدرة صواريخ ‘أتاكمز’ العالية على إصابة أهداف استراتيجية، يرى العديد من المحللين العسكريين أن تأثير هذه الصواريخ على مجريات الحرب سيكون محدودًا. فروسيا قادرة على نقل معظم منشآتها العسكرية بعيدًا عن نطاق ضربات ‘أتاكمز’، مما يقلل من فاعلية هذه الأسلحة في إلحاق أضرار حاسمة.
إن ‘أتاكمز’ ليست سلاحًا نوويًا، إلا أن استخدامها قد يغير قواعد اللعبة في الحرب الروسية الأوكرانية. فالتصعيد العسكري الذي قد ينتج عن استخدام هذه الصواريخ قد يؤدي إلى رد فعل عنيف من قبل روسيا، التي قد تعتبر هذا التصعيد بمثابة تهديد مباشر لأمنها القومي. ومن هنا، تبرز المخاوف من أن هذا التطور العسكري قد يفتح المجال لتدخلات عسكرية أكبر من قبل حلف الناتو أو حتى لشن هجمات مضادة من قبل القوات الروسية، وهو ما يزيد من خطر التصعيد نحو حرب عالمية.
تداعيات الدعم الغربي المستمر لأوكرانيا
الأمر لا يتوقف هنا؛ فموسكو كانت قد حذرت في أكثر من مناسبة من تداعيات الدعم الغربي المستمر لأوكرانيا، معتبرةً أن أي خطوة إضافية في تزويد كييف بأسلحة متطورة قد تدفع الوضع إلى حافة الهاوية.
على الرغم من دعم واشنطن الثابت لأوكرانيا، فإن بعض المسؤولين الأميركيين أبدوا قلقهم من أن الولايات المتحدة قد لا تمتلك مخزونًا كافيًا من صواريخ ‘أتاكمز’ لتعويض ما ستستخدمه أوكرانيا في حال تزايد الهجمات. هذه المخاوف قد تكون مؤشرًا على التحديات التي ستواجهها الإدارة الأميركية في توفير هذا النوع من الأسلحة على المدى الطويل.
يأتي قرار بايدن بعد سلسلة من الخطوات الأميركية لتعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا، بما في ذلك تدريب القوات الأوكرانية على أسلحة متطورة مثل مقاتلات ‘إف-16’ ونظام الدفاع الصاروخي ‘باتريوت’. وتستعد الإدارة الأميركية أيضًا لتقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 7 مليارات دولار قبل نهاية ولاية بايدن، وذلك وسط مخاوف من أن الإدارة المقبلة قد تحد من دعمها العسكري لأوكرانيا في حال فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية المقبلة.