تقارب سعودي إيراني يصل ذروته في 2025.. عارف يلتقي بن سلمان
قال محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني خلال لقائه ولي العهد السعودي: إن هدف إسرائيل هو توريط المنطقة بأسرها في حرب مدمرة، ولكن التعاون الوثيق بين إيران والسعودية يمكنه إفشال هذا المخطط، ويلعب البلدان دورا هاما في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
وزار محمد رضا عارف، النائب الأول لرئيس الجمهورية، الرياض لحضور وإلقاء كلمة في القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية بشأن توحيد الأصوات في إدانة الاعتداءات الإسرائيلية، حيث التقى مساء الاثنين بمحمد بن سلمان، ولي العهد السعودي. وتناول الجانبان في اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية وآليات وقف الاعتداءات الوحشية لكيان الاحتلال، وتقديم الدعم للشعبين الفلسطيني واللبناني.
في بداية اللقاء، شكر عارف، الذي حظي باستقبال حار من ولي العهد، السعودية على حسن تنظيم القمة في الرياض، وقال: في الأشهر الأخيرة، فتحنا مسارا جديدا لتطوير وتعزيز العلاقات بين بلدينا، وهذا المسار لا رجعة فيه.
وأضاف: لا شك أن فوائد هذا التعاون لن تقتصر على إيران والسعودية فقط، بل ستمتد لتشمل التعاون الإقليمي وتعزيز التضامن بين الشعوب الإسلامية، نظرا لتأثير البلدين الكبير على المنطقة والعالم الإسلامي.
وأبلغ عارف ولي العهد السعودي تحيات الرئيس الإيراني ودعاه لزيارة إيران. وأضاف: إن التطور في العلاقات السياسية بين البلدين يتبع المسار الصحيح في الظروف الراهنة، ونأمل أن تمتد هذه العلاقات الجيدة لتشمل الجوانب الاقتصادية والثقافية والعلمية والتكنولوجية بشكل جاد من كلا الجانبين.
وأكد النائب الأول للرئيس أن هذا اللقاء على أعلى مستوى سيفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين البلدين، مشيرا إلى دور إيران والسعودية كعضوين مؤثرين في منظمة التعاون الإسلامي في حل المشاكل التي تواجه الأمة الإسلامية، خاصة فيما يتعلق بقضية فلسطين ولبنان.
وأضاف عارف: يجب على دول المنطقة اتخاذ موقف موحد وقوي لمنع استمرار الإبادة في غزة وتوسع الاعتداءات الإسرائيلية في المنطقة. وأشار إلى أن العلاقة بين إيران والسعودية تعد ضرورية لاستقرار وأمن المنطقة، معربا عن سعادته بعودة العلاقات بين البلدين وتسارع تطورها بفضل السياسات الحكيمة من القيادة العليا في البلدين.
وشدد عارف على أن أعداء مثل إسرائيل وحلفائها قد يكونون غير راضين عن هذا التقارب، لكن العلاقات القوية بين إيران والسعودية أمر بالغ الأهمية لشعبي البلدين والمنطقة والعالم الإسلامي. وأعرب عن أمله في تحقيق تعاون وثيق بأقصى قدر ممكن.
وأشار عارف إلى أن الموقع الجغرافي لإيران يوفر فرصة مثالية لنقل البضائع من الخليج الفارسي إلى شمال إيران، مؤكدا على ضرورة البدء في توسيع “التعاون الاقتصادي” بين البلدين، كما اتفق عليه وزراء خارجية البلدين في نيويورك.
وأعرب عارف عن ثقته بأن زيادة العلاقات ستؤدي إلى تقارب أكبر بين الدول، وستساهم في تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي، معربا عن أمله في إزالة العقبات التي تعترض التعاون الاقتصادي والتجاري من خلال التدابير المناسبة.
وأعرب عارف عن شكره لمواقف محمد بن سلمان في قمة الرياض لإدانته الهجوم الإسرائيلي على إيران، مشيرا إلى الجرائم الإسرائيلية التي أسفرت عن استشهاد قادة من حزب الله وحماس.
وقال: إن الاعتداءات الوحشية من قبل الكيان الإسرائيلي تسببت في خسائر بشرية كبيرة، لكننا نشعر بالرضا لأن حماس وحزب الله ما زالا يحتفظان بمكانتهما رغم وحشية الكيان المحتل.
وأكد أن العالم الإسلامي لو كان يعمل كوحدة واحدة، لما تجرأ الكيان الإسرائيلي على ارتكاب مثل هذه الفظائع. وتابع: نحن لا نرى الحرب في مصلحة المنطقة، ولن نكون أبدا البادئين بها، لكننا سندافع بحزم عن وحدة أراضينا.
وشدد عارف على أنه في حال وجود اختلافات بين إيران والسعودية، فإن الحوار هو الطريقة الأكثر منطقية لحل هذه الخلافات، وأن المسار الذي تم البدء فيه لصالح الدول الإسلامية سيستمر بقوة.
واختتم عارف بالقول: إن هدف إسرائيل هو إشعال المنطقة بحرب مدمرة، لكن التعاون الوثيق بين إيران والسعودية يمكن أن يحبط هذا المخطط، ويمكن للبلدين أن يلعبا دورا مهما في تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.
توقعات بن سلمان حول العلاقات بين إيران والسعودية: في أعلى مستوياتها بحلول عام 2025
من جانبه، أعرب محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، عن شكره لمواقف النائب الأول للرئيس الإيراني، مثنيا على جهود وزير الخارجية الإيراني في التفاوض مع نظيره السعودي. وأكد أن مستوى العلاقة الحالية بين البلدين مرضٍ للسعودية، مؤكدًا أن العلاقات الثنائية، خاصة في المجالين الاقتصادي والثقافي، لن تتأثر بأحداث المنطقة وستصل إلى أعلى مستوياتها بحلول عام 2025.
وأشار ولي العهد إلى أن المملكة ستستفيد من الدروس التاريخية لتعزيز علاقات مستدامة وطويلة الأمد مع إيران. وأضاف: “مثل إيران، نحن ملتزمون بتطوير العلاقات الاقتصادية بشكل جاد.”
وأدان بن سلمان، الذي استضاف بلاده القمة الطارئة لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، اعتداءات إسرائيل، مؤكدًا أن هذا الكيان لا يلتزم بأي من القوانين الدولية، ودعا إلى اتخاذ قرارات حكيمة لضمان السلام والاستقرار في المنطقة.
في ختام اللقاء، أعرب ولي العهد السعودي عن تقديره لسياسات إيران الحكيمة في مواجهة التطورات الإقليمية، مؤكدا: “لن نسمح باستخدام أراضينا أو مجالنا الجوي في شن هجمات على إيران.”