مَن هو الشهيد زياد أبو هليل «أيقونة الصمود» صاحب مقولة «بهمش» في وجه الاحتلال؟

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الاثنين، مقتل الشيخ زياد أبو هليل البالغ 66 عاماً، بعد اعتداء القوات الإسرائيلية عليه أثناء اقتحام منزله في دورا جنوب الخليل.

وأفادت مصادر أمنية أن القوات الإسرائيلية اقتحمت منزل أبو هليل في ساعات فجر اليوم، واعتدت عليه بالضرب المبرح حتى فقد وعيه، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.

لينقل لاحقاً إلى مستشفى دورا من أجل تلقي العلاج، إلا أنه لفظ أنفاسه متأثرا بجراحه.

وكان أبو هليل شخصية عشائرية فلسطينية معروفة في الضفة، واشتهر بوقوفه في وجه الجيش الإسرائيلي مرات عديدة، كما أصيب عشرات المرات.

كذلك اشتهر بكلمة “بهمش”، فبعد أن قال له جندي إسرائيلي في إحدى المرات إن الشباب الفلسطينيين يرمونهم بالحجارة، رد عليه أبو هليل قائلاً: “بهمش خليهم يضربوا”، أي “لا يهم”.

زياد أبو هليل هو شخصية عشائرية مناضلة معروفة في مقارعة الاحتلال في منطقة دورا بالخليل، وينتمي لعائلة عرفت بمواقفها الوطنية.

وكان والده الحاج موسى أبو هليل، من المشاركين في معركة القسطل عام 1948 إلى جانب عبد القادر الحسيني، حيث قاتل ضد العصابات الصهيونية في سبيل استعادة البلدة.

وظل هذا الإرث العائلي جزءًا من هويته، وتعرّض 7 من بين أبنائه البالغ عددهم خمسة عشر للاعتقال من قوات الاحتلال في مناسبات مختلف.

عُرف زياد أبو هليل بمواقفه المناهضة للاحتلال وبمشاركته المتكررة في الفعاليات الشعبية.

وكان “أبو هليل” يظهر بانتظام في المواجهات مع قوات الاحتلال، خصوصًا في مدينة الخليل، ودائما كان متواجدًا لمنع الاحتلال من الاعتداء على الشبان أثناء التصدي للاقتحامات العسكرية، وهو الذي عُرِف بكلمته الشهيرة “بهمش”.

وتعرض”أبو هليل” للإصابة أكثر من 136 مرة في مناسبات مختلفة، سواء بالرصاص المطاطي أو الغاز المدمع أو نتيجة الاعتداء بالضرب.

وواصل “زياد” حضوره في المواجهات مع الاحتلال رغم هذه الإصابات المتكررة، واعتبر نفسه حاجزًا بشريًا للدفاع عن المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة.

وقف “أبو هليل” في العديد من المواجهات، أمام الجنود الإسرائيليين، محاولاً منعهم من إطلاق النار أو قنابل الغاز باتجاه الشبان والمواطنين العُزّل.

وإلى جانب منصبه كمختار، اعتبر الشيخ زياد نفسه شخصية وطنية مستقلة، مؤمنة بأن “المقاومة والوقوف في وجه المحتل هي مسؤولية الجميع، وبأنه من واجبه التصدي لقوات الاحتلال في كل مناسبة”.

وأكد “زياد” في أكثر من مناسبة أن دافعه الوحيد هو حماية الأبرياء ومواجهة الظلم، كما كان أيضًا ناشطًا في لجنة الحريات، وكان يحرص على لعب دور في معالجة الانقسام الفلسطيني، ودعا دومًا إلى الوحدة تحت راية واحدة لمواجهة الاحتلال وتحرير القدس.

تميز الحاج أبو هليل بقدرته على التواصل بلغات مختلفة، إذ كان يتحدث اللغة العبرية والإنجليزية والروسية، رغم أنه لم يتجاوز المرحلة الثانوية في تعليمه الرسمي.

ولقي خبر استشهاد الحاج زياد أبو هليل غضباً شعبياً واسعاً، كونه أيقونة المقاومة والتصدي للاحتلال.

وسادت حالة من الحزن بين جنبات منطقة دورا، كمداً على رحيل الأيقونة المقاومة زياد أبو هليل صاحب المقولة الشهيرة “بهمش”.

Exit mobile version