شهدت الساعات الماضية مقتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله، إثر ضربة عسكرية إسرائيلية استهدفت معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وكانت آخر تحركات الراحل، عندما وصل مساء أمس، إلى مقر الحزب في الضاحية الجنوبية، لعقد اجتماع مع قيادات الحزب من أجل بحث تفاصيل التطورات الأخيرة وتصاعد الأحداث في لبنان بسبب تكثيف إسرائيل عملياتها العسكرية على مناطق لبنانية.
وناقش نصر الله، مع قيادات الحزب، قيام إسرائيل باغتيال عدد كبير من قيادات الحزب، منهم فؤاد شكر وإبراهيم عقيل وغيرهم من القادة العسكريين، وكان من المفترض أن يتم مناقشة آلية الرد على الاحتلال ولكن قام العدو بتصفيته.
تفاصيل مقتل حسن نصر الله
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان رسمي، السبت، عن مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، والقيادي في حزب الله، علي كركي.
وسبق البيان الرسمي بدقائق، تأكيد وسائل إعلام إسرائيلية إن أجهزة الأمن في إسرائيل تمتلك الدليل أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، قد قتل في عملية الاغتيال ليلة الجمعة.
مباشرة بعد تنفيذ إسرائيل لغارات جوية واسعة النطاق على المقر العسكري الرئيسي لحزب الله في بيروت، تضاربت الأنباء بشأن مصير الأمين العام للجماعة اللبنانية، حسن نصر الله.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية وغربية أن الأمين العام لحزب الله كان هو المستهدف بالغارات الإسرائيلية.
جاء في بيان الجيش الإسرائيلي:
قضى جيش الدفاع أمس على المدعو حسن نصرالله زعيم تنظيم حزب الله الارهابي وأحد مؤسسيه. كما قضى جيش الدفاع على المدعو علي كركي قائد جبهة الجنوب في حزب الله الارهابي وعدد آخر من القادة في حزب الله.
لقد أغارت طائرات سلاح الجو بتوجيه استخباري دقيق لهيئة الاستخبارات والمؤسسة الامنية على المقر المركزي لحزب الله الواقع تحت الأرض أسفل مبنى سكني في منطقة الضاحية الجنوبية. لقد نفذت الغارة في الوقت الذي تواجدت قيادة حرب الله داخل المقر وقامت بتنسيق أنشطة ارهابية ضد مواطني إسرائيل. خلال 32 سنة من قيادته لتنظيم حزب الله الأرهابي كان حسن نصرالله مسؤولا عن قتل عدد كبير من المواطنين الإسرائيليين وجنود جيش الدفاع بالإضافة إلى تخطيط وتنفيذ الالاف من الأعمال الارهابية ضد دولة إسرائيل وفي أنحاء العالم. لقد كان نصرالله صاحب القرار الرئيسي في التنظيم وصاحب الكلمة الوحيدة والنهائية عن كل قرار استراتيجي اتخده حزب الله وفي بعض الأحيان عن قرارات تكتيكية أيضا.
إنجازات حسن نصر الله
صار نصر الله أمينا عاما لحزب الله في 1992 بينما كان في الخامسة والثلاثين فقط، وأصبح الرمز المعروف للجماعة التي كانت يوما ‘كيانا غامضا’ أسسه الحرس الثوري الإيراني في 1982 لمحاربة إسرائيل.
وقتلت إسرائيل سلفه عباس الموسوي في هجوم بطائرة هليكوبتر. وكان نصر الله زعيما للجماعة عندما نجح مقاتلوها في نهاية المطاف في إخراج القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000.
النصر الإلهي
شكل الصراع مع إسرائيل إلى حد كبير زعامته. فقد أعلن ما وصفه بالـ’نصر الإلهي’ في عام 2006 بعد أن خاض حزب الله حربا استمرت 34 يوما مع إسرائيل، ليحصل على شعبية مؤقتة، وقتها، في العالم العربي.
لكنه سرعان ما أصبح شخصية مثيرة للانقسام في لبنان والعالم العربي، مع اتساع منطقة عمليات حزب الله لتمتد إلى سوريا وخارجها، واتضاح الدور الإيراني في استخدام حزب الله لتحقيق أهداف طهران التوسعية في المنطقة.
بينما صور نصر الله مشاركة الجماعة في سوريا، على أنها حملة ضد الجهاديين، اتهم منتقدون الجماعة بأنها أصبحت جزءا من صراع طائفي إقليمي.
وفي الداخل، قال منتقدو نصر الله إن مغامرات حزب الله الإقليمية كبدت لبنان ثمنا باهظا، مما دفع دولا عديدة إلى تجنب البلاد، وهو عامل ساهم في انهيارها المالي في عام 2019.
في السنوات التي أعقبت حرب 2006، سار نصر الله على حبل مشدود فيما يتعلق بدخول صراع جديد مع إسرائيل، فقام بتخزين الصواريخ الإيرانية لتشكيل ‘توازن الرعب’ الرادع في صراع بين التهديد والتهديد المضاد.
وأدت حرب غزة، التي أشعلها هجوم شنه مسلحو حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، إلى اندلاع أسوأ صراع لحزب الله مع إسرائيل منذ 2006، الأمر الذي كبد الجماعة خسائر فادحة في صفوفها بما في ذلك قادة كبار.
وبعد سنوات من المواجهات مع أطراف أخرى، عاد حزب الله للتركيز في صراعه مع إسرائيل.
وقال نصر الله في كلمته في الأول من أغسطس: ‘نحن ندفع ثمن إسنادنا لجبهة غزة وللشعب الفلسطيني وتبنينا القضية الفلسطينية وحماية المقدسات’.
نشأة فقيرة
نشأ نصر الله في حي الكرنتينا الفقير في بيروت. وتنحدر عائلته من البازورية، وهي قرية في جنوب لبنان ذي الأغلبية الشيعية الذي يشكل اليوم المعقل السياسي لحزب الله.
وينتمي نصر الله إلى جيل من الشبان اللبنانيين الذين شكلت الثورة في إيران عام 1979 نظرتهم السياسية.
وقُتل ابنه الشاب هادي، في معركة عام 1997، وهي الخسارة التي منحته مكانته بين القاعدة الشيعية في لبنان.