شيخ الأزهر للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي: هل هناك حل للمهزلة التاريخية في غزة؟
وجه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، عددا من الأسئلة لجوزيب بوريل، ممثل الاتحاد الأوروبي، حول العدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة.
جاء ذلك خلال استقبال شيخ الأزهر للممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، يرافقه وفد رفيع المستوى ضم سفن كوبمانس، الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، والسفير كريستيان برجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة.
وقال الإمام الأكبر إن الكلمات والعبارات تقف عاجزة عن التعبير عما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء العدوان والمجازر والمذابح اليومية التي يتعرض لها والتي لم يشهد تاريخ الحروب والصراعات مثيلًا لها، مشيرًا إلى أن ما يتعرض له أهل غزة هو وحشيَّة لا تعرفها لغات الإنسان، وأنه ليست من الشجاعة أو المروءة أن يقوم رجل مسلح بالاعتداء على النازحين الأبرياء وقتلهم.
وذكر وفقا لبيان: “يمكنني أن أقول إنَّ هذه الوحشية لم نرَ مثلها في عالم الحيوانات والوحوش، فهذا الكيان تجاوز كل المعايير الإنسانية وارتكب أبشع الجرائم، وتحوَّل إلى وحشٍ متعطش للدماء وقتل الأبرياء”.
وتساءل شيخ الأزهر: “هل هناك حل لهذه المهزلة التاريخية الكبرى التي نراها في غزة؟! ومن يستطيع إيقاف هذا العدوان الغاشم؟! العالم اليوم منقسم بين فرقتين: إما مشارك وداعم بالأسلحة ومتورط في قتل شعب أعزل، وإما عالم آخر مشارك في المأساة بالصمت أو بالحديث عنها بالإدانة والشجب”.
وتابع: “هل هناك بارقة أمل في هؤلاء الذين يصدرون الأسلحة للكيان المحتل أن يوقفوا دعمهم وأن تستيقظ ضمائرهم وإنسانيتهم؟! هل هناك أمل أن يتحول من يعزي ويواسي الفلسطينيين بالكلام من أصحاب القرار السياسي إلى القيام بدور حقيقي وحاسم تجاه ما يحدث في غزة، وهم يستطيعون ذلك إن أرادوا؟!”.
وأشار شيخ الأزهر إلى أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط أصبح صعبًا للغاية، محذرًا من أنه إن لم يتم تدارك هذا الوضع المتأزم سينزلق العالم كله نحو خطر كبير لا يمكن التنبؤ بحجم الكوارث المترتبة عليه، مؤكدًا أن الكيان الصهيوني زُرع في المنطقة لجعلها مسرحًا دائمًا للحروب والصراعات وإضعافها -عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا- والاستيلاء على مواردها وثرواتها.
من جانبه، أعرب جوزيب بوريل عن تقديره لشيخ الأزهر ودوره المحوري في نشر ثقافة السلام والدفاع عن حقوق المستضعفين، وإسهامات فضيلته المهمة في تعزيز الحوار بين الأديان، مشيرًا إلى أنه يتشارك مع شيخ الأزهر في الرؤية المتعلقة بتحديات الشرق الأوسط والمنطقة.
كما أكد أنه لا حل لهذه الأزمات إلا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وحصول الفلسطينيين على كامل حقوقهم، والعمل على تغيير موازين القوى وأن تنمو الدولة الفلسطينية تدريجيًا، مشددًا على أن ما يتعرض له الفلسطينيون من مذابح ومجازر هو إبادة جماعية، وأنه يبذل جهودًا كبيرة لوقف إطلاق النار في غزة، ويأمل أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من إرساء قواعد السلام والتوصل إلى هدنة إنسانية تفضي إلى وقف كامل للعدوان.
وأشار الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية إلى أنه لم يرَ طوال حياته قضية أشد تعقيدًا وانقسامًا داخل الاتحاد الأوروبي كالقضية الفلسطينية وما يحدث في غزة، فحينما نرى مواقف بعض دول الاتحاد الأوروبي من وقف تصدير الأسلحة للجيش المحتل، لا تزال هناك بعض الدول داخل الاتحاد مستمرة في دعمه بالأسلحة وفي ميادين السياسة العالمية.
وبيَّن أن الاتحاد قد قدم مقترحًا لفرض عقوبات على بعض مسؤولي الكيان المحتل ردًا على سياساتهم العدائية وتصريحاتهم التي تحض على الكراهية، وأيضًا اقترح فرض عقوبات على كل من شارك في جرائم الإبادة والمذابح التي تحدث في غزة، ولكن تقف سلطتنا عند مجرد الاقتراح، ولا بد من موقف موحد للدول الأعضاء لإقرار العقوبة، وهو ما لم يتحقق، مؤكدًا استمرار الاتحاد في ممارسة المزيد من الضغط لوقف العدوان على غزة.