فاجأت الفيضانات الناجمة عن هطول الأمطار سكان عدّة ولايات جزائرية منذ أمس، حيث تسببت السيول في خسائر مادية وبشرية كبيرة.
بينما تضافرت جهود المواطنين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح وممتلكات، في حين أُعلنت حالة طوارئ في البلد من قبل مصالح الحماية المدنية، وانتقل أعضاء من الحكومة لمعاينة الأضرار.
وعاش سكان ولايات جزائرية رعبا كبيرا خلال الـ24 ساعة الماضية، حيث أدت الأمطار إلى استيقاظ “الأودية النائمة” في كل من ولايتي بشار وتيارت، وتسببت بفيضانات في ولايات تامنغست، البيض والنعامة، وبني عباس ومناطق أخرى متفرقة.
كما جرفت تلك السيول العباد والممتلكات في مشاهد وثقتها كاميرات هواتف هواة، وانتشرت على مواقع التواصل، لتخلق جوا من الرعب بين الجزائريين، خوفا على مصير مواطنيهم في الولايات المذكورة.
وحتى صباح اليوم الاثنين، تم تسجيل (في إحصائية أولية) 6 وفايات وعشرات الإصابات أو المفقودين، حيث جرفت مياه وادي تيهاوهاوت بلدية برج عمر ادريس ودائرة إن أميناس، طفلة في سن الـ11، وجرفت السيول رجلا (62 سنة) كان يحاول عبور الوادي بسيارته بمنطقة ايفق واد توفدات ببلدية ودائرة تامنغست، كما تم انتشال جثة شخص جرفته مياه وادي عين أمقل ببلدية عين امقل، وفي ولاية النعامة تم انتشال شخص جرفته مياه الأمطار بوسط المدينة، وفي ولاية تيارت جرفت مياه الوادي، ثلاثة أطفال توفوا، في منطقة دوار بالسادات بن عسلة بدائرة السوقر، ويتعلق الأمر بشقيقين (ل. عابد) البالغ من العمر 8 سنوات، وشقيقه (ل. محمد) البالغ من العمر 4 سنوات، وقريبتهما البالغة من العمر 12 سنة.
فيما سجلت مصالح الحماية المدنية الجزائرية، عددا آخر من المفقودين جار البحث عنهم، وخسائر مادية كبيرة منها تلك العمومية كانهيار جسر ببشار، ومنها الممتلكات الخاصة للمواطنين من أضرار لحقت بالمنازل وسيارات جرفتها السيول.
إلى ذلك، انتشرت مئات النداءات على مواقع التواصل، من بينها: “جميع من يسكنون بمحاذاة الوديان، عليهم ترك منازلهم .. الوضع خرج عن السيطرة”.. وهو ما جعل الجزائريين في تلك المناطق وغيرها يعيشون ليلة الأحد إلى الاثنين في حالة ترقب إلى ما ستؤول إليه الأوضاع.
في حين نشرت فيديوهات مرعبة لحجم السيول التي اجتاحت المدن والقرى على السواء، في حين حاول كثيرون إنقاذ ذويهم، وجيرانهم من خلال تدخلات وصفت بـ”البطولية” نظرا لمجازفة البعض بحياتهم في عمليات الإنقاذ.
ويتكرر سيناريو الأمطار الفيضانية، مع اقتراب فصل الخريف في الجزائر، والتي تُخلف عادة خسائر بالجملة، ما أدى ببعض المصالح المحلية إلى اتخاذ تدابير وقائية، من بينها تسريح البالوعات، وتجنيد مختلف المصالح لمواجهة أي طارئ.
يُشار إلى أنَّ وفدا وزاريا جزائريا حَلَّ ليلة الأحد إلى الاثنين يضم وزير الداخلية إبراهيم مراد، وزيرة التضامن والأسرة كوثر كريكو، وزير الأشغال العمومية لخضر رخروخ، والمدير العام للحماية المدنية بولاية بشار، للوقوف على مخلفات تساقط الأمطار.