رصدت وكالة الفضاء الأمريكية ‘ناسا’ جسمًا هائلًا وغامضًا في أعماق الفضاء الخارجي، يشد الانتباه بسرعته المدهشة وحجمه الضخم الذي يتجاوز آلاف المرات حجم كوكب الأرض، وهذا الجسم الفضائي المتفرد، الذي يثير الكثير من الأسئلة والفضول في أوساط العلماء، يظهر حجمًا يصل إلى 27,306 ضعف حجم كوكبنا الأزرق.
جسم فضائي يهدد باختراق حدود المجرة
وفقًا لتقرير نشرته جريدة ‘ديلي ميل’ البريطانية، يتحرك هذا الجسم بسرعة مذهلة تصل إلى مليون ميل في الساعة، ما يجعله مرشحًا للابتعاد عن مجرة درب التبانة تمامًا في المستقبل القريب، يقع هذا الجسم على بُعد أكثر من 400 سنة ضوئية من الأرض، حيث السنة الضوئية تساوي ستة تريليونات ميل، مما يعزز من غموضه وجاذبيته.
رغم أن ‘ناسا’ لم تحدد بدقة ماهية هذا الجسم الغامض، فإن العلماء يظنون أنه قد يكون ‘قزمًا بنيًا’، وهو نجم يتفوق في حجمه على الكواكب لكنه يفتقر إلى الكتلة اللازمة لدعم الاندماج النووي، كما هو الحال في شمسنا. إذا تأكدت هذه الفرضية، سيكون هذا الجسم أول قزم بني يُوثق في مدار متسارع يمكنه الانفصال عن مجرتنا.
جسم فضائي عملاق يثير جدلاً في أوساط العلماء
وكشف العلماء في وكالة الفضاء الأمريكية أن فريقًا من العلماء المتخصصين في مشروع ‘عوالم الفناء الخلفي: الكوكب 9’ كان أول من رصد هذا الجسم السماوي الذي أطلقوا عليه اسم (CWISE J1249).
وأعرب العالم الألماني مارتن كاباتنيك، أحد أعضاء الفريق، عن حماسه الكبير قائلاً: ‘لا يمكنني وصف مدى الإثارة، وعندما رأيت لأول مرة سرعته المذهلة، كنت مقتنعًا بأن هذا الاكتشاف قد تم الإبلاغ عنه بالفعل’.
ومن جانب آخر، أوضح عالم الفلك الدكتور كايل كريمر، الذي عمل مع الفريق لتفسير طبيعة هذا الجسم، أن هناك عدة نظريات في الفيزياء الفلكية قد تفسر كيفية وصوله إلى هذه السرعة المذهلة.
أعلنت ‘ناسا’ أنها ستواصل توجيه المزيد من الأدوات والمعدات لدراسة هذا الجسم الفضائي الغامض بهدف الكشف عن تكوينه الكيميائي ومكوناته الأساسية، سعياً للحصول على فهم أعمق لطبيعته.