فنان طاردته إسرائيل لعقود.. من هو محمد الضيف الذي أعلن جيش الاحتلال اغتياله؟
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي رسمياً عن اغتيال محمد الضيف، قائد الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، في غارة استهدفته قبل أسبوعين في غزة.
من هو محمد الضيف ؟
محمد الضيف هو فنان مسرحي وسياسي فلسطيني بارز، ساهم في تأسيس أول فرقة فنية إسلامية في فلسطين تحت اسم ‘العائدون’.
وأصبح الضيف لاحقاً أحد أبرز المطلوبين للتصفية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ثم تولى قيادة الجناح العسكري لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس.
وتُحيط بشخصية الضيف حالة من الغموض، فهو معروف بحذره وسرعة بديهته، ولا يظهر إلا نادراً، حيث لم يظهر الضيف منذ محاولة اغتيال فاشلة أواخر سبتمبر 2002، سوى في تصريحات تتعلق بالعمليات العسكرية للمقاومة، وآخرها كانت عملية ‘طوفان الأقصى’ في 7 أكتوبر 2023.
وُلد محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف بمحمد الضيف، عام 1965 في عائلة فلسطينية لاجئة من بلدة ‘القبيبة’ في فلسطين المحتلة عام 1948.
واستقرت أسرته في البداية في مخيم للاجئين ثم في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، إذ عانى الضيف من الفقر المدقع، مما اضطره للعمل في عدة مهن لمساعدة والده، ثم أنشأ مزرعة صغيرة لتربية الدجاج وحصل على رخصة قيادة لتحسين دخله.
ودرس الضيف العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، وبرز كطالب نشط في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، بالإضافة إلى نشاطه في مجال المسرح.
وفي عام 1989، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي وقضى 16 شهراً في السجون دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس.
وبعد خروجه من السجن، بدأ يظهر دور كتائب عز الدين القسام بشكل بارز على ساحة المقاومة الفلسطينية، وبرز اسمه كقائد مهم بعد اغتيال عماد عقل في عام 1993.
انتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة القسام من غزة، حيث أشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام هناك.
قاد الضيف عمليات عديدة، من بينها أسر الجندي الإسرائيلي نخشون فاكسمان، وبعد اغتيال يحيى عياش في 5 يناير 1996، خطط لسلسلة من العمليات الفدائية انتقاماً له، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من خمسين إسرائيلياً.
محمد الضيف والسابع من أكتوبر
صباح يوم السبت، 7 أكتوبر 2023، أعلن القائد العام لكتائب عز الدين القسام، محمد الضيف، عن بدء عملية عسكرية ضد إسرائيل تحت اسم ‘طوفان الأقصى’، وجرى إطلاق آلاف الصواريخ باتجاه الأهداف الإسرائيلية.
في رسالة صوتية، أوضح محمد الضيف أن الضربة الأولى في عملية ‘طوفان الأقصى’ استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية ومطارات وتحصينات، حيث تم إطلاق 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال الدقائق العشرين الأولى من العملية. وأكد أن هذه العملية جاءت رداً على الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني وتجاهل الاحتلال للقوانين الدولية.
يُعرف عن محمد الضيف تجنبه الظهور على شاشات الإعلام، حيث لا يُسمح له بالظهور سوى من خلال تصريحاته المكتوبة أو المسجلة، مما يجعل مهمة المخابرات الإسرائيلية في تصفيته أمراً صعباً.
اغتيال محمد الضيف
في بداية أغسطس 2023، أعلنت حماس عن استشهاد زوجة الضيف وابنه علي، الذي كان عمره 7 أشهر، في غارة إسرائيلية كانت تهدف لاستهداف الضيف.
وفي 13 يوليو 2024، شن الاحتلال سلسلة غارات على منطقة المواصي في خان يونس، معلناً أنها كانت تستهدف اغتيال الضيف، لكن حماس نفت أن تكون الغارات تستهدف الضيف، معتبرةً أن تلك الادعاءات كانت لتغطية المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال في تلك الغارات.