أرسل إد مارتن، القائم بأعمال المدعي العام الأمريكي في مقاطعة كولومبيا، رسالة لاذعة إلى مؤسسة ويكيميديا، وهي المنظمة المكلفة بالإشراف على ويكيبيديا، زاعماً أن الموسوعة الأكثر شعبية في العالم سمحت لمنظمات أجنبية بالتلاعب بالمحتوى ونشر الدعاية التي تستهدف الشعب الأمريكي.
اتهامات خطيرة تقوض مصداقية ويكيبيديا
وبحسب الرسالة التي حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست، يسعى مارتن إلى تحديد ما إذا كانت تصرفات ويكيبيديا تنتهك وضعها المعفي من الضرائب بموجب المادة 501 من القانون الأمريكي.
وطالب المؤسسة بتقديم بيانات دقيقة حول الأساليب والآليات التنظيمية لحماية المعلومات من التدخل الخارجي.
التلاعب بالتاريخ وتزوير السير الذاتية
وزعم مارتن في رسالته أن ويكيبيديا سمحت بإعادة كتابة أحداث تاريخية حساسة والتلاعب بمعلومات حول القادة الأميركيين الحاليين والسابقين، الأمر الذي يشكل تهديدا للأمن القومي الأميركي وانحرافا عن مهمتها التعليمية الأساسية.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطوة تأتي في إطار حملة أوسع نطاقا تشنها إدارة ترامب ضد المؤسسات الإعلامية والمنصات الرقمية، متهمة إياها بتبني توجهات ليبرالية معادية لسياسات الإدارة. ويأتي هذا الوضع وسط انتقادات متزايدة لموقع ويكيبيديا، الذي يديره آلاف المتطوعين من مختلف أنحاء العالم.
اتهامات بالتحيز ومعاداة السامية
وتتماشى بعض اتهامات مارتن مع تقرير نشرته رابطة مكافحة التشهير، والتي اتهمت ويكيبيديا بالتحيز ضد إسرائيل وإظهار تحيز معاد للسامية، خاصة بعد أن خفضت الموسوعة مصداقية الرابطة كمصدر للمقالات حول حرب غزة عام 2024.
نحن ندافع عن المعرفة الحرة ولن نخضع للضغوط السياسية.
وأكدت مؤسسة ويكيميديا في بيان دفاعها أن ويكيبيديا تظل واحدة من آخر معاقل حرية المعلومات على الإنترنت، مشيرة إلى أن أكثر من 65 مليون مقالة تم تحريرها بهدف “التثقيف وليس الإقناع” وأن عملية التحرير، التي تتم بمشاركة 260 ألف متطوع عالمي، تحكمها سياسات صارمة تهدف إلى ضمان الحياد والدقة.
“الحرب ضد استقلال الإنترنت”
ووصفت الناقدة التقنية ومحررة ويكيبيديا، مولي وايت، هذه الخطوة بأنها “محاولة منهجية من جانب إدارة ترامب لاستخدام القانون كأداة لإسكات المنصات المستقلة”، قائلة إن ويكيبيديا مستهدفة لأنها “مصدر معلومات لا يخضع لسيطرة الحكومة”.